❖ متابعة: طه عبدالرحمن وهاجر بوغانمي
شهد الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “الكتاب العربي بين الواقع والمأمول”، شاركت فيها الأستاذة الدكتورة حنان الفياض، المستشارة الإعلامية لجائزة الكتاب العربي، وسط حضور لافت من المثقفين والأكاديميين ورواد المعرض.
وتناولت د. الفياض مسيرة الكتاب العربي منذ بداياته في النقوش القديمة وصولًا إلى الكتاب الرقمي التفاعلي، مشيرة إلى أن هذا الامتداد التاريخي العريق يجعل من الكتاب العربي ليس مجرد منتج ثقافي، بل وعاء لهوية وحاملًا لذاكرة الأمة.
وقالت إنه على الرغم من الصورة المشرقة المتمثلة في النشاط الملحوظ للنشر في عدد من الدول العربية، وتزايد دور النشر وتنوع الإصدارات والإقبال الجماهيري على معارض الكتب مثل معرض الدوحة، فلابد من الاعتراف بوجود تحديات كبيرة تعترض طريق الكتاب العربي من أبرزها تراجع معدلات القراءة في العديد من المجتمعات العربية، لأسباب مركبة تشمل النظام التعليمي، والعوامل الاقتصادية، وهيمنة الوسائط الرقمية، خاصة لدى الأجيال الجديدة، إلى جانب صعوبات النشر والتوزيع، وغياب سوق عربية موحدة للكتاب، وضعف التسويق المهني.
كما نبهت إلى خطورة القرصنة الرقمية التي تهدد حقوق المؤلفين واستدامة صناعة النشر، وأضافت أ.د. الفياض، أن حركة الترجمة في العالم العربي ما تزال ضعيفة مقارنة بالطموحات، سواء باتجاه نقل المعرفة من اللغات العالمية إلى العربية، أو العكس، وهو ما يحرم القارئ العربي من التفاعل مع الفكر الإنساني العالمي، ويحول دون وصول الإبداع العربي إلى الخارج.
ودعت أ.د. حنان الفياض إلى تبني استراتيجيات وطنية شاملة لدعم صناعة النشر، تشمل البنية التحتية والتشريعات المحفزة، والحوافز الاقتصادية، والتكامل بين المؤسسات الثقافية والتعليمية.
ثم انتقلت للحديث عن الأفق المستقبلي للكتاب العربي، مشددة على أهمية تطوير الشكل والمضمون معًا. فشكل الكتاب يحتاج إلى جودة في التصميم والإخراج الفني وتبني أدوات التكنولوجيا، بينما يتطلب المضمون محتوى عميقًا يواكب قضايا العصر ويحفز على التفكير النقدي، لاسيما في أدب الطفل والناشئة، والمجالات العلمية والفكرية.
وقالت أ.د. الفياض: نحلم بكتاب عربي يكون مرآة لمجتمعاتنا، وجسرًا للتواصل مع العالم، ومصدرًا للإلهام والمعرفة”، مضيفة أن الترجمة النوعية والمشاركة في المحافل الدولية خطوات ضرورية لبلوغ العالمية.و استعرضت أ.د. حنان الفياض تفاصيل جائزة الكتاب العربي، وأنها ليست مجرد جائزة بل مشروعا ثقافيا متكاملا بدعم كريم من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في المشهد الفكري العربي.
وأوضحت أن الجائزة تغطي خمسة مجالات أساسية هي: الدراسات اللغوية والأدبية، والدراسات الشرعية، والتاريخية، والمعاجم وتحقيق النصوص، والدراسات الاجتماعية والفلسفية. وتُمنح في فئتين: فئة “الإنجاز المفرد” للكتب التي تشكل إضافة نوعية، و”فئة الإنجاز” التي تكرّم الشخصيات أو المؤسسات ذات العطاء الثقافي الممتد.
وأكدت أن الكتاب العربي يظل ركيزة أساسية في بناء الإنسان والمجتمع، وأن جائزة الكتاب العربي هي منصة من منصات النهضة الثقافية التي تعيد للكلمة المكتوبة ألقها.
- تعزيز مكانة الكتاب
وسجلت جائزة الكتاب العربي حضورًا لافتًا بالمعرض، من خلال جناح خاص شهد تفاعلًا كبيرًا من الزوار والمثقفين، وعكس اهتمام الجائزة بتعزيز حضور الكتاب العربي والارتقاء بمكانته في المشهد الثقافي العربي والعالمي.
وأعربت الأستاذة الدكتورة حنان الفياض، عن الاعتزاز بالمشاركة في ملتقى ثقافي بحجم معرض الدوحة للكتاب، الذي يجمعنا عامًا بعد عام تحت مظلة المعرفة والقراءة.وقالت إن حضورنا في المعرض يأتي انطلاقًا من إيماننا بأهمية أن نكون في قلب هذا الحدث الثقافي الكبير، حيث نلتقي بجمهور القراء والمثقفين والناشرين، ونعرفهم بالجائزة، وأهدافها السامية.
وبدوره، قال د. ناجي الشريف، المدير التنفيذي للجائزة، تأتي مشاركتنا في معرض الدوحة من صميم رسالة الجائزة، التي تهدف إلى الإسهام في إثراء المكتبة العربية من خلال تشجيع الأفراد والمؤسسات على إنتاج معرفة عالية الجودة.وشهد جناح الجائزة زيارة عدد من رموز الفكر والأدب، منهم الشاعر د. حسن النعمة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، الذي أعرب عن تقديره الكبير لجائزة الكتاب العربي، مؤكدًا أنها مكرمة من دولة قطر، وإسهام حضاري لإعلاء قيمة الفكر، تضاف إلى الجهود الثقافية الكبرى التي يقودها راعي الجائزة، صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في سبيل تعزيز مكانة الثقافة والمعرفة. وبدوره قال المؤرخ القطري د. مصطفى عقيل، إن الكتب الورقية ما زالت تشكل جزءًا عزيزًا من حياتنا الثقافية، رغم الانتشار الواسع للكتب الإلكترونية، لكني أشعر بسعادة بالغة عندما أتنقل بين رفوف الكتب الورقية. إنها تحمل روح التاريخ والإبداع.
المصدر
