خلال ندوة للجائزة بمكتبة الإسكندرية.. د. حنان فياض

الإسكندرية الوطن
 

في قلب مكتبة الإسكندرية، حيث يلتقي عبق التاريخ بآفاق الفكر، انعقدت ندوة خاصة بـ «جائزة الكتاب العربي»، التي تمثل واحدة من أبرز المبادرات الثقافية الجديدة في العالم العربي، وذلك بمشاركة الأستاذة الدكتورة حنان الفياض، المستشارة الإعلامية للجائزة، والدكتورة امتنان الصمادي، المنسقة الإعلامية، والدكتور مدحت عيسى، مدير مركز ومتحف المخطوطات بالمكتبة.

وجاءت هذه الندوة بعد أيام قليلة من إغلاق باب الترشح للدورة الثالثة من الجائزة، وسط حضور نوعي من الأكاديميين والمثقفين والباحثين.

وقد افتتح اللقاء الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، مرحبًا بالقائمين على الجائزة، ومشددًا على حرص المكتبة على دعم المبادرات التي تسهم في تعزيز الوعي الثقافي، وفتح آفاق جديدة أمام النشر العربي والإنتاج المعرفي الجاد.

واستعرضت الأستاذة الدكتورة حنان الفياض أهداف الجائزة ورسالتها، مؤكدة أنها ليست مجرد مسابقة للتكريم، بل مشروع معرفي شامل يسعى إلى تشجيع التأليف النوعي، ودعم المشاريع البحثية، وصناعة بيئة ثقافية قائمة على التقدير المعنوي والفكري للكتاب والباحثين..

الكتاب جوهر الثقافة

وقالت إن الجائزة، التي أُطلقت برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تحمل في جوهرها إيمانًا عميقًا بأن الكتاب ما زال جوهر الثقافة، ومصدرًا للنهضة، رغم التحديات التي تفرضها المنصات الرقمية وسرعة الاستهلاك الثقافي. وأضافت: «نحن نكرّم المحتوى الأصيل، وندعم القيم الفكرية، ونحفّز الكتّاب على الاستمرار والعطاء في زمن لم يعد سهلاً على الكلمة أن تفرض حضورها».

وتضم الجائزة فئتين رئيسيتين جائزة الكتاب المفرد: تُمنح لكتاب عربي يتميز بالأصالة العلمية والجدة في الطرح، ويندرج ضمن أحد المجالات الخمسة التي تغطيها الجائزة، وهي: الدراسات الأدبية واللغوية، العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، الدراسات التاريخية، الدراسات الاجتماعية والفلسفية، المعاجم والموسوعات وتحقيق النصوص.

وجائزة الإنجاز: موجهة لتكريم الأفراد والمؤسسات ذات الإسهامات النوعية والمستدامة في خدمة الثقافة والمعرفة.

وأوضحت الفياض أن التحكيم يتم عبر لجان علمية متخصصة، تتبع معايير دقيقة، تضمن الشفافية والموضوعية، وترتكز على جودة العرض، وعمق المعالجة، وتكامل التوثيق، وحداثة الإضافة المعرفية.

الجوائز الثقافية أداة تغيير

وفي مداخلتها، ألقت الدكتورة امتنان الصمادي ورقة بعنوان «دور الجوائز في صناعة الكتاب وتحفيز التأليف النوعي»، تناولت خلالها العلاقة بين الجوائز وصناعة الكتاب من جهة، ودور النشر ومعارض الكتب من جهة أخرى، مؤكدة أن الجوائز الثقافية لم تعد ترفًا فكريًا بل وسيلة استراتيجية لتشجيع النشر المسؤول، وتحفيز التأليف النوعي، ومواجهة العزوف عن القراءة.

وأكدت الصمادي أن مستقبل الكتاب العربي لا يُبنى فقط على التحولات التقنية، بل على إيمان الناشرين بالمحتوى الجاد، وقدرتهم على المواءمة بين القيمة المعرفية ومتطلبات السوق. كما أشارت إلى أن قوة الجوائز تقاس بمدى حضورها العربي والدولي، وشفافية معاييرها، وقيمتها الرمزية والمادية، وهي جميعًا عناصر نجحت جائزة الكتاب العربي في ترسيخها خلال فترة قصيرة.

شهدت الندوة تفاعلاً لافتًا من قبل الحضور الذين طرحوا أسئلة عميقة تتعلق بتفاصيل الجائزة، وأثرها المتوقع في المشهد الثقافي العربي. وجاءت ردود المشاركين لتعكس رؤية واضحة لمستقبل الجائزة، كمنصة تهدف إلى إعادة الاعتبار للكتاب العربي، وتكريم الجهود الفكرية التي تُضيء طريق المعرفة في زمن الاضطراب الثقافي.

وفي ختام الندوة، كرّمت الدكتورة حنان الفياض عددًا من المؤسسات والكتّاب، مؤكدة أن الجائزة تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ حضورها في الساحة العربية، وأن اللقاءات الفكرية المباشرة تمثل فرصة لتعزيز التواصل مع المهتمين، والانفتاح على الملاحظات والتجارب.

وعلى هامش الندوة، قامت الدكتورة الفياض والوفد المرافق بجولة داخل مكتبة الإسكندرية، التي تعد إحدى أيقونات المعرفة في العالم القديم والحديث، برفقة مسؤولة العلاقات الخارجية بالمكتبة، هبة الرفاعي، حيث اطلعوا على أقسام المكتبة، وتاريخها، ودورها في دعم البحث العلمي، واستمراريتها كمركز للتنوير الثقافي والفكري في المنطقة.

المصدر